LaSafer

تم يوم أمس الكشف عن تمثال جديد لمحمد علي كلاي بولاية مين الأمريكية.

في البداية، أهنيء كل الخريجين في الجامعات الليبية لهذا الموسم. ألف مبروك، واتمنى لكم مستقبل زاهر مليء بالنجاح.

اسمحوا لي أن اعرض لكم موضوع بسيط.

لاحظت في صور التخرج لكثير من الجامعات الليبية ( وخاصة الجامعات الخاصة) هذه الأيام خلطًا كبيرًا في الأزياء (والتي كما رأيت، تتبع النظام الأمريكي في لباس التخرج).
هناك من يرتدي زي الدكتوراه وهو لم يحصل عليها، وآخر يلبس زي البكالوريوس وهو خريج ماجستير! وهذا أمر لا يليق.

قبل أن نختار زيًا لحفلات التخرج، من المهم أن نعرف أن العالم لا يعتمد نظامًا موحدًا. إليك مقارنة مختصرة:
في 🇺🇸🇨🇦أمريكا وكندا (والكثير من دول العالم الأخرى التي تتبع هذا النظام):
يوجد نظام موحّد ودقيق يُعرف باسم Academic Regalia. هذا النظام يحدد شكل الروب، غطاء الكتفين (hood)، ونوع القبعة حسب الدرجة الأكاديمية (بكالوريوس، ماجستير، دكتوراة).

في 🇪🇺 أوروبا:
لا يوجد نظام موحد لكل اوروبا. في بريطانيا مثلًا، كل جامعة لها أزياءها التقليدية الدقيقة التي تتبع كود معين. في إسبانيا، ألوان الأزياء تُمثّل الكليات. في ألمانيا، فرنسا، وإيطاليا، قد لا يُستخدم زي رسمي أصلاً.

لذلك، إذا قررنا اتباع نظام عالمي، يجب أن نطبّقه بدقة، أو نبتكر نظامًا ليبيًا جديدًا لنا، يكون متماسك وواضح المعايير ليتبعه الجميع في ليبيا.

لمن يريد اتباع المعايير بدقة، إليكم الفرق بين الأزياء كما في الجامعات الأمريكية والكندية على سبيل المثال (كما في الصورة). واذكرها هنا لأن جل الجامعات الليبية ترتدي ازياء مشابهة:

🟡 البكالوريوس (Bachelor):
روب بسيط بدون أشرطة
قبعة مربعة (mortarboard) مع شرّابة
لا يُضاف غطاء الكتفين

🟡 الماجستير (Master’s):
روب مشابه لكن بأكمام أوسع
قبعة مربعة
غطاء للكتفين (hood) بلون يعكس التخصص
الأكمام في الغالب تكون ملونة بألوان تمثل المجال

🟡 الدكتوراه (PhD):
روب واسع وطويل، له تفاصيل أكثر عند الاكتاف والاكمام، وفي الغالب يكون نوع القماش أفخر
ثلاث شرائط على الأكمام
غطاء كتفين (hood) مطوّل
قبعة مستديرة (tam) غير مسطحة
ألوان ذهبية أو داكنة تعكس المكانة الأكاديمية

هي مجرد ملاحظة ...
دعونا نحترم رمزيات التخرج ونقدّمها بأناقة واتساق، أو نبتكر شيئًا خاصًا بنا يليق بطلابنا.

فقط!

د. الاصيفر
جامعة ولاية أريزونا

تصلني الكثير من الاستفسارات عبر الخاص حول الدراسة في أمريكا، سواء لمرحلة البكالوريوس أو الماجستير أو الدكتوراه في مجالات التصميم.

يسعدني الإجابة عن هذه الأسئلة من خلال منشورات مختصرة. ولكن من المهم التنويه إلى أن الحظر لا يزال قائمًا على منح التأشيرات الأمريكية لليبيين، سواء للدراسة أو السياحة. ورغم وجود أخبار غير رسمية عن احتمالية تحسّن العلاقات قريبًا، إلا أن الرفض هو السائد منذ بداية العام حتى الآن.

أما بخصوص الدراسة عن بُعد (أونلاين)، فسأتناول قريبًا معلومات مختصرة عن برامج التصميم في الجامعة التي أُدرّس بها، وهي من أكبر مدارس التصميم في أمريكا.

الجدير بالذكر أن الشهادة الممنوحة من برامج الأونلاين لا تختلف عن تلك التي تُمنح للدراسة الحضورية، ولا يُذكر فيها أنها تمت عن بُعد حتى في الشهادات الصادرة من الجامعة. وهذه نقطة مهمة لكل طالب علم ينوي تطوير نفسه بتكلفة أقل ووقت أقصر.

فقط!

د. الاصيفر
جامعة ولاية أريزونا

التعميم المطلق هو اللغة الرسمية للجهل المدقع.

على سبيل المثال:

بعض الأمريكيين يتعاملون مع أفراد فاسدين من أصول عربية، فيعمّمون الحكم السيء على جميع العرب بناءً على تجارب فردية ضيقة و محدودة.
وفي المقابل، بعض العرب يشكّلون انطباعهم عن الأمريكان من خلال ما يعرضه الإعلام، الذي كثيرًا ما يكون غالبًا بعيد كل البعد عن واقع الحياة.

يزور بعض الأمريكيين منطقة أو دولتين عربيتين، ثم يظنون أن كل الدول العربية متطابقة، متجاهلين أن هناك 22 دولة عربية، تختلف كل واحدة منها عن الأخرى في اللغة، والثقافة، والعادات، والأنظمة السياسية، وغيرها.

وبالمثل، يزور بعض العرب ولايات أو مدن محدودة في أمريكا ويظنون أن البلاد كلها على نفس النمط، دون إدراك أن الولايات المتحدة تتكوّن من 50 ولاية، كل واحدة منها تُشبه دولة مستقلة بقوانينها وثقافتها. بل إن المدن داخل الولاية الواحدة تختلف كثيرًا فيما بينها. أمريكا فيها أكثر من 19,500 مدينة، هذا غير القرى والمجتمعات الصغيرة، وكل مدينة منها لها طابعها الفريد، وكل حي داخل كل مدينة مختلف عن الآخر.

وعن تجربة شخصية: أتيت إلى أمريكا لأول مرة قبل 17 عامًا، وفي آخر عشر سنوات لم أخرج منها. عشت في ولايات ومدن متعددة، وأسافر داخلها بالسيارة أكثر من الطائرة حتى أرى كل الكواليس الخلفية لكل شيء. حتى الأسبوع الماضي فقط، كنت أعبر عشرات المدن ضمن ثلاث ولايات برًا.
ومع كل هذه التجربة الطويلة، لا أستطيع إصدار حكم عام ومطلب على البلاد او حتى على ولاية محددة، لأن زيارة جميع مدنها وفهم تفاصيلها الاجتماعية والثقافية تحتاج إلى وقت هائل.

بحسبة بسيطة:
لو زرت مدينة واحدة يوميًا (وهذا وقت غير كافٍ للحكم عليها)، ستحتاج إلى أكثر من 53 سنة متواصلة. هذا من غير وقت التنقل ورؤية المناطق التي بينها.

فكيف بمن يزور مناطق محددة في زمن قصير، ثم يعمم رأيه على دولة بأكملها؟ هذا جهل بالنسبة لي.

وهناك خطأ شائع آخر يقع فيه الطرفان: وهو الخلط بين الشعوب وما تفعله حكوماتهم.
عادات المجتمعات، وما يشعر به الناس من تعاطف أو إنسانية لا يعكس بالضرورة قرارات حكوماتهم أو سياساتها.
لا يُحاكم المواطن على أفعال حكومته، ولا يصح أن نختزل أمة كاملة في سياسة أو مسؤول.
هل يمثلك من يحكمك اليوم في دولتك؟ وهل يمثلك من كان قبله؟

فلنفكر بوعي، ونتجنّب التعميم، هذا إن كانت التوعية السليمة لابناءنا والأجيال القادمة مهمة بالنسبة لكم.

فقط!

د. الاصيفر
جامعة ولاية أريزونا

الأخلاق لا يصنعها المال، ولا يفرضها القانون.

هي زرع تربية، وسقي ضمير.

تنمو في البيت، وتُختبر في الحياة.

تظهر في الصدق رغم المصلحة، وفي العدل رغم القوة، وفي الأمانة رغم الغياب.

الأخلاق أن تفعل الصواب، حتى عندما لا يُطلب منك!

فقط!

بعض اللقطات من حفل التخرج والتكريم لهذا الأسبوع لجامعة ولاية أريزونا، اخترت منها اللحظات التي تم فيها تكريمي.

سؤال مفتوح لكل المتابعين، سواء كنت مختص في مجال التصميم أو لا:

ما هو تعريف الهوية المعمارية من وجهة نظرك؟

وهل تعتقد أنها ضرورية في المباني والمعالم التي نعيش ونتحرك بينها؟ ولماذا؟

هل ترى هذا الشكل وكأنه ثلاثي الأبعاد؟

إذا كانت إجابتك نعم، فدعني أخبرك أن دماغك قد خدعك!
فالصورة في الحقيقة مسطحة تمامًا ولا تحتوي على أي بُعد ثالث.

هل تساءلت لماذا يبدو أحد الألوان أكثر بروزًا من الآخر هنا؟
السبب يكمن في طريقة معالجة دماغك للمعلومات البصرية.

الشرح العلمي المبسط:
دماغك يعتمد على إشارات معينة تقوم لا إراديّا بترجمة ترتيب الأشكال، الظلال، التدرجات اللونية، التباين، وغيرها، ليتعرف على العمق ويكوّن إحساسًا بالأبعاد.
عندما يرى هذه الإشارات في صورة مسطحة، يبدأ في "تخمين" أن هناك عمقًا حتى وإن لم يكن موجودًا فعليًا.

أيضًا، بعض الألوان يراها الدماغ أكثر تقدمًا من غيرها، في حين تبدو الألوان الأخرى وكأنها تتراجع للخلف، مما يعزز الشعور بالعمق.

هذا باختصار شديد...

فقط!

د.الاصيفر
باحث في التصميم متعدد الحواس
جامعة ولاية أريزونا

مع نهاية هذا الفصل الدراسي، أتأمّل اللحظات الرائعة التي جمعتني مع طلابي وزملائي في كلية التصميم بجامعة ولاية أريزونا. هذه بعض من الصور من الاستوديوهات، والزيارات الميدانية، والعروض التقديمية. هي لا توثق فقط ما قمنا به، بل تعكس الروح، والإبداع، والعلاقات الإنسانية التي تجعل من التعليم تجربة لا تُنسى.

أؤمن بشدة أن إدخال المرح والبهجة إلى العملية التعليمية ليس رفاهية، بل ضرورة لصحة الطلاب النفسية، وتحفيز إبداعهم.

عندما نخلق بيئة مليئة بالثقة والحماس، تصبح لحظات التعلم أكثر عمقاً وإنسانية. وبالتالي يزداد العطاء ومن ثم الإحترافية.

انتهى العام الدراسي بتكريم الطلبة المتفوقين والمبدعين في جميع المراحل في أجواء احتفالية لجميع أقسام الكلية.

فقط!

د. الاصيفر
جامعة ولاية أريزونا

انتهى يوم أمس العام الدراسي 24-25، وأكمل جميع الطلبة عرض ابداعاتهم من خلال مشاريعهم التصميمية المختلفة في جميع المراحل.

بعد عودتي هذا الأسبوع إلى شبكات التواصل، وصلتني عدة رسائل تحمل استفسارين متكررين:

1. ما هي برامج التصميم المتاحة للدراسة عن بُعد (أونلاين) في جامعة ولاية أريزونا، سواء على مستوى البكالوريوس أو الماجستير؟

2. هل أقبل حاليًا طلبات تصميم مشاريع معمارية في ليبيا؟

ولتفادي تكرار الرد، أود أن أوضح ما يلي:
أنا حالياً مشغول جدًا بإغلاق الفصل الدراسي، من تصحيح المواد وتقييم المشاريع، ورصد الدرجات، بالإضافة إلى مهام أخرى مرتبطة بالجامعة وبعملي بصفة عامة.
بمجرد الانتهاء من هذه الالتزامات قريباً بإذن الله، سأنشر منشورين منفصلين:

الأول يتناول بالتفصيل البرامج الدراسية المتعلقة بمجالات التصميم والمتوفرة للدراسة عن بُعد في الجامعة.

والثاني يتضمن توضيحًا حول إمكانية قبول طلبات التصميم في ليبيا، مع الشروط وآلية التعاقد لضمان الشفافية قبل اتخاذ أي خطوة.

وحتى ذلك الحين، يمكنكم كتابة أي استفسار متعلق بهذين الموضوعين في التعليقات هنا، وسأتناولها لاحقاً ضمن المنشورين القادمين حسب الوقت المتاح.

فقط!

د. الاصيفر
جامعة ولاية أريزونا

كلما تنقلت بين مباني الحرم الجامعي هنا في جامعة ولاية أريزونا، تتكرر في ذهني فكرة واحدة: ما أعظم تأثير الأشجار والعناصر الخضراء على بيئة المكان!

فرغم أن المدينة صحراوية الطابع، إلا أن الخضرة تحيط بك في كل اتجاه، وكأنها تعيد تشكيل الإحساس بالمناخ والمساحة.

فهل ننتبه حقًا لما تفعله النباتات في نفوسنا وأجسادنا؟ وهل ندرك كيف يمكن للطبيعة (حتى في قلب الصحراء) أن تصنع فرقًا كبيرًا؟

أتساءل دائمًا: كيف أصبحت مدننا الساحلية في ليبيا ذات الطبيعة الخلابة سابقًا تسير نحو التصحر؟

السبب واضح... وهو عدم إدراك الكثير من الناس لأهمية الشجرة، وانعدام قوانين التخطيط و البناء في هذا الشأن.

دعوا الأشجار تعيش، وأكثروا منها قدر استطاعتكم. فهي لا تظلّلنا فقط، بل تحفظ أرواح مدننا من التصحر والانطفاء.

فقط!

التزمتُ الصمت لفترة وأنا أتابع ردود أفعال آلاف المتطرفين الذين يرفعون راية الإسلام زورًا وعلى رأسهم أولئك المتأسلفين الذين يدّعون السلفية والسلف بريء منهم. والإسلام وتعاليمه السمحة بريئة من أفكارهم ومعتقداتهم المتطرفة.

كمية الشماتة والفرح بالمصائب التي رأيتها في التعليقات حول حرائق كاليفورنيا لا تعكس سوى الجهل والتطرف الفكري، بل أحيانًا الغباء.
أود أن أسأل هؤلاء: ما ذنب الأبرياء في أي مكان في العالم بما تفعله حكوماتهم أو الحكومات الأخرى؟ هل يتحمل المواطن العادي مسؤولية جرائم السياسيين في بلاده؟ هل من يحكمك الآن وما يرتكبه من أفعال تجاه غيرك يمثلك أنت؟ ستقول بالطبع لا. هذا إن كنت شخص سوي وليس إمعة، تردد ما يقوله الصغير بحمية مفرطة في غير محلها.

أوجه سؤالاً إلى كل من يظن أنه مسلم يتبع الدين الذي بُني على مكارم الأخلاق: كيف تبرر فرحك بمصائب الآخرين من البشر؟ إذا كنت تظن أن الإسلام يُجيز لك الشماتة في الأبرياء، فراجع إسلامك و إيمانك بالخالق عن وجل.

و إذا كنت من أؤلئك المنغلقين الذين يحصرون التعاطف مع الغير في المسلمين فقط، هل تعلم أن عدد المسلمين في مدينة لوس أنجلوس وضواحيها فقط يتجاوز نصف مليون مسلم؟ وهل تعلم أن ولاية كاليفورنيا وحدها تحتوي على أكثر من 250 مسجد، بعضها يقع في مناطق الحرائق الحالية؟

المقصود من الكلام هنا هو مراجعة النفس والإيمان.
راجعوت أنفسكم قبل فوات الأوان.
الإسلام لا يدعو للشماتة ولا للفرح بمصائب الآخرين، ولا لتدمير الطبيعة أو هلاك مخلوقات الله. إذا كنت ترى غير ذلك، فأنت تتبع دينًا آخر، حتى لو ادّعيت أنه الإسلام.

الصورة الأولى تمثل بعض الفئات التي انتشرت بيننا. أما الصورة الثانية فهي خريطة توضح جانبًا من المدينة حيث توجد الحرائق والمساجد التي في نفس المنطقة.

المنشور ليس للنقاش ولا للتفاعل. قلت ما عندي وسأغادر هذا الفضاء المليء بالشوائب النفسية.

اللهم ثبت قلوبنا على دينك الصحيح المتمم لمكارم الأخلاق.
وانصر كل مظلوم من خلقك. وأجرنا في مصائبنا أينما كنا، سواء في غزة أو أي بقعة على أرضك الواسعة.
وحسبنا الله ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

فقط

ابراهيم لاصيفر